اختيار الدافعة

يرتكز اختيار الدافعة على مطابقة منحنى الأداء مع متطلبات الغزارة والضغط في شبكة التهوية. تبدأ العملية بحساب نقطة التشغيل المستهدفة من خلال تقدير فواقد القنوات وصمامات الموازنة والانحناءات والمرشحات، ثم إسقاطها على منحنيات دافعات متاحة ذات أقطار وزوايا مختلفة. يضمن التقاطع في نافذة الكفاءة تحقيق توليد ضغط مناسب مع استهلاك طاقة معقول.

تؤثر زاوية الشفرة في الميل العام للمنحنى واستجابة المروحة للتغيرات في المقاومة. الزوايا الأكبر توفر ضغطاً أعلى عند غزارات أقل، لكنها قد تزيد الضوضاء والحمل على المحرك؛ أما الزوايا الأصغر فتعطي غزارة أكبر عند ضغط أقل وبضجيج أدنى. تتطلب البيئات المتغيرة اعتماد آلية ضبط زاوية (ثابتة عند التوقف أو قابلة للضبط أثناء التشغيل) لتحقيق مرونة تشغيلية.

تحدد سرعة الطرف حدود الضوضاء والكفاءة والاهتزاز؛ فكلما ارتفعت، زادت الدوامات والضجيج الهوائي واحتمال الانفصال. لذلك يُضبط القطر والسرعة بالتكامل لتحقيق قيمة طرفية متوازنة، مع مراعاة حدود المحامل والتوازن الديناميكي. كما تؤخذ المواد في الحسبان: دافعات من الألمنيوم لخفض القصور والاهتزاز، أو من فولاذ مقاوم للتآكل في البيئات الرطبة/الحمضية.

في الشبكات المعقدة، قد يلزم اختيار دافعتين على التوالي أو دافعة مزدوجة الاتجاه لتحقيق ضغط أعلى ونطاق عمل أوسع مع الحفاظ على استقرار المنحنى بعيداً عن منطقة الانهيار. ويُراعى توافق الدافعة المختارة مع مبدّل التردد لإتاحة ضبط دقيق للسرعة، ما يسمح بتعقّب الطلب الفعلي وتقليل الطاقة.

بعد التركيب، تُثبت نقطة التشغيل عبر قياسات الغزارة والضغط والضوضاء، وتُجرى إعادة موازنة دقيقة عند الحاجة. يؤدي اختيار دافعة محسوبة بعناية إلى رفع كفاءة التهوية، خفض الضجيج، وإطالة عمر المحامل، ما ينعكس مباشرة على استقرار التشغيل في مواقع المناجم.