التحكم بالضوضاء

يتجاوز التحكم بالضوضاء في مراوح تهوية المناجم مجرد تركيب كاتم صوت أو تغيير سرعة؛ فهو برنامج إدارة مستمر يدمج الهندسة والقياس والتشغيل والتواصل. يبدأ بتحديد أهداف واضحة مشتقة من تشريعات السلامة المهنية وسياسات الشركة، ثم وضع خطة قياس دورية تحدد المواقع الحساسة، أوقات الرصد، والمعايير المستخدمة لتفسير النتائج. تُسجل بيانات الخلفية والظروف التشغيلية لبناء قاعدة مرجعية موثوقة ومقارنة الاتجاهات عبر الزمن.

على المستوى الهندسي، تُرسم خريطة مصادر الضوضاء لتحديد أولويات التدخل: مصادر هوائية عند منافذ المراوح والأجزاء الانتقالية، مصادر ميكانيكية بسبب الاهتزاز أو سوء المحاذاة، ومصادر هيكلية ناتجة عن الرنين. تُطبق حزمة حلول تشمل تحسين الانسيابية، كواتم وممتصات، حواجز صوتية حول النقاط عالية التعرض، وتدعيم القواعد لتقليل نقل الاهتزاز. كما يُستخدم ضبط السرعة لتحقيق توازن بين الغزارة والضوضاء واستهلاك الطاقة.

تُستكمل الهندسة بسياسات تشغيل ذكية مثل جدولة الأحمال الأعلى عند فترات خلو مناطق العمل، والتحكم التلقائي في السرعة تبعًا لمستويات الغبار أو وجود العمال بالقرب من المصادر، وتدريب الفرق على الممارسات التي تحد من الضوضاء كإحكام الأغطية وإغلاق الأبواب الصوتية. وفي حالات خاصة، تُعتمد معدات حماية شخصية، مع الحرص على أن تكون إجراءً مساعدًا لا بديلًا عن المعالجة الهندسية.

يشمل البرنامج قنوات تواصل واضحة: لوحات تعرض مستويات الضوضاء عند المناطق الحرجة، تعليمات مختصرة عن السلوكيات الصوتية الآمنة، واستقبال ملاحظات العاملين حول نقاط الإزعاج. تُترجم هذه التغذية الراجعة إلى تعديلات مستهدفة، ويُعلن عن نتائج التحسينات لتعزيز الالتزام.

بتكامل القياس الدوري، الهندسة الصوتية، التشغيل المتكيف، والتواصل الفعال، يصبح التحكم بالضوضاء آلية مؤسسية تحافظ على امتثال المنشأة وتدعم صحة العاملين، دون التأثير على استمرارية التهوية أو كفاءتها.