استرجاع الحرارة المهدرة

يعني استرجاع الحرارة المهدرة استغلال طاقة حرارية موجودة في هواء العادم لإفادة الهواء الداخل أو تسخين سوائل خدمة، ما يقلل الحمل على أنظمة التسخين ويخفض استهلاك الطاقة. في المناجم، حيث تكون تدفقات الهواء كبيرة ومستدامة، تمثل هذه الاستراتيجية فرصة ملموسة لتحقيق وفورات دون المساس بسلامة التهوية. يبدأ التصميم بتوصيف درجات الحرارة والغزارة على مسارات الطرد، وتحديد فروق حرارية قابلة للاسترداد دون خطر تكاثف غير مرغوب أو حمل تلوث إلى مجرى التغذية.

تُستخدم المبادلات الحرارية ذات الصفائح أو الأنابيب الزعنفية وفق خصائص الغبار والرطوبة. تُراعى سهولة التنظيف ومقاومة التآكل، إذ إن التراكم يقلل الفعالية ويزيد الفواقد. عند تطبيق مبادل بين مجرى العادم والتغذية، تُفصل التيارات لمنع انتقال الملوثات، مع اعتماد مرشحات وحواجز إضافية حيث يلزم. كما يمكن توجيه حرارة العادم إلى دائرة مياه ساخنة تخدم مرافق سطحية، ما يزيد مرونة الاستفادة.

يُصمم النظام لتحقيق توازن بين مكاسب الحرارة والفواقد الضغطية الإضافية التي قد ترفع متطلبات القدرة للمروحة. لذلك تُنفَّذ حسابات دقيقة لفواقد الضغط للمبادلات، ويُعوّض ذلك بتحسينات موازية في القنوات أو اعتماد تحكم بالتردد للحفاظ على نقطة تشغيل اقتصادية. وتُثبَّت حساسات حرارة ورطوبة قبل وبعد المبادل لمراقبة الأداء وتعديل الضبط في الفصول المختلفة.

اقتصاديًا، تُحتسب الوفورات عبر انخفاض استهلاك الوقود أو الكهرباء لأنظمة التسخين، ويُقارن ذلك بكلفة الاستثمار والصيانة الدورية. غالبًا ما يتحقق عائد مجدٍ عندما تكون فروق الحرارة معتدلة إلى عالية، وساعات التشغيل طويلة. وتُوثَّق النتائج ضمن تقارير شهرية تُظهر الطاقة المسترجعة وتأثيرها على الانبعاثات.

من منظور الاستدامة، يساهم استرجاع الحرارة في خفض البصمة الكربونية وتعزيز امتثال المنشأة للسياسات البيئية. ومع دمجه ببرنامج صيانة تنبؤية لتنظيف أسطح النقل الحراري والحفاظ على تدفق هواء ثابت، يستمر الأداء عند مستويات عالية. بهذه المنهجية، يتحول هواء العادم من عبء مهدر إلى مصدر قيمة يرفع كفاءة منظومة التهوية ويقلل التكاليف التشغيلية.