يرتكز فحص الدافعة على التأكد من سلامة الشكل والاتزان والخلوص لضمان تحويل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل اهتزاز. يبدأ الفحص بإيقاف آمن وفق إجراءات معتمدة، وفصل التغذية، ووضع لافتات تحذيرية، ثم تدوير الدافعة يدويًا للتأكد من حرية الحركة وعدم وجود احتكاك. يُفحص السطح بصريًا لرصد تآكل الحواف أو الخدوش أو الانبعاجات، إذ تؤدي هذه العيوب إلى اضطراب انسيابي يرفع الفواقد والضجيج. كما تُعايَن مناطق اللحام والوصلات بحثًا عن شقوق دقيقة قد تتطور إلى أعطال خطرة.
يُقاس الاتزان عبر مراقبة الاهتزازات أثناء التشغيل التجريبي وربطها بسرعة الدوران، ثم يُتخذ القرار بإجراء اتزان موضعي أو إرسال الدافعة لمعايرة متقدمة. يُراعى إزالة أي تراكم غبار أو مواد لاصقة قبل القياس، لأن وجودها يشوّه النتائج. ويُعاد شد المسامير وفق عزم محدد، ويُفحص تموضع الدافعة على المحور وخلوصها مع الحلقة الثابتة لضمان عدم التماس في ظروف التمدد الحراري.
يُعد تنظيف الدافعة خطوة ضرورية، إذ يؤدي تراكم الغبار إلى اختلاف كتلي بين الجانبين، ما يخلق عدم اتزان ويخفض الكفاءة. تُستخدم مواد تنظيف مناسبة لا تضر الطلاء الواقي، ويُعاد طلاء المواضع المكشوفة بطبقات مقاومة للتآكل. في البيئات الرطبة أو ذات الغبار اللاصق، تُدرس إضافة طبقات مانعة للالتصاق لتقليل تراكم مستقبلي.
يتضمن الفحص قياس الخلوص بين أطراف الشفرات والغلاف، لأن اتساع الخلوص يخفض الضغط ويزيد التسرب، بينما ضيقه المفرط يرفع خطر التماس. كما يُراجع استقامة الشفرات وميلها مقارنة بالمواصفات، إذ إن انحرافًا بسيطًا يغيّر زاوية الهجوم ويُخرج التشغيل من نطاق الكفاءة. وتُفحص الأختام حول محور الدوران للتأكد من عدم تسرب تشحيم أو دخول غبار.
ختامًا، تُوثَّق جميع القياسات والصور وملاحظات التآكل ضمن تقرير فني يتضمن توصيات بالإصلاح أو الاستبدال وفترات المتابعة. تساعد هذه السجلات على بناء تاريخ أداء لكل دافعة، ما يمكّن الفرق من التنبؤ بعمرها المتبقي وتخطيط التوقفات بدقة. يُسهم فحص الدافعة المنتظم في تقليل الأعطال المفاجئة، ويضمن مردود طاقة أعلى، ويعزز الاعتمادية والسلامة في بيئة المناجم المتطلبة.