استهلاك طاقة التهوية في المناجم يُعد من أكبر بنود التشغيل المستمرة، لأن مراوح المناجم تعمل لساعات طويلة للحفاظ على جودة الهواء وتثبيت اتجاه التدفق. ترتبط الطاقة المستهلكة بعاملين رئيسيين: كمية الهواء المطلوبة، والضغط اللازم لدفع هذا الهواء عبر شبكة التهوية. وكلما زادت مقاومة الشبكة أو ارتفعت التسريبات أو حدثت اختناقات، احتاجت المروحة إلى ضغط أعلى أو سرعة أعلى، ما يعني استهلاكاً كهربائياً أكبر.
من أهم أسباب ارتفاع الاستهلاك التشغيل بعيداً عن نقطة الكفاءة الأعلى. عندما تكون نقطة تشغيل المروحة غير مناسبة لمنحنى مقاومة الشبكة، قد تتولد فواقد أكبر ويزيد الضجيج والاهتزاز، وفي الوقت نفسه ترتفع الطاقة المطلوبة لتحقيق تدفق متواضع. لذلك تُعد مواءمة منحنى أداء المروحة مع الشبكة خطوة أساسية. كما أن تحسين الشبكة غالباً يحقق وفراً أكبر من تغيير المروحة وحدها، لأن تقليل فقدان الضغط في المسارات يعني أن نفس المروحة تستطيع توفير نفس التدفق بطاقة أقل.
يمكن تحسين استهلاك الطاقة عبر إجراءات معيارية مثل تقليل التسريبات عند الأبواب والحواجز، إزالة الاختناقات، تحسين المقاطع، وصيانة المراوح لمنع تدهور الاتزان والمحامل. كذلك يساعد ضبط تشغيل المراوح وفق الحاجة الفعلية للمنجم على تقليل الهدر، خصوصاً عندما تتغير مناطق العمل أو ينخفض الحمل التشغيلي في بعض الفترات. وبالاعتماد على المراقبة والقياس يصبح من الممكن اتخاذ قرارات تشغيل مبنية على بيانات، وليس على تقديرات عامة.
الخلاصة أن خفض استهلاك طاقة التهوية لا يعني تقليل الهواء بشكل عشوائي، بل يعني الوصول إلى نفس مستوى السلامة بأقل فواقد ممكنة. عندما تُدار التهوية وفق منهجية معيارية تجمع بين تحسين الشبكة وتشغيل المراوح بكفاءة، يتحقق وفر اقتصادي ملموس مع الحفاظ على جودة الهواء واستقرار اتجاه التدفق، وهو ما يدعم السلامة والإنتاجية على المدى الطويل.