مراقبة تهوية المناجم هي العملية التي تضمن أن نظام التهوية يعمل وفق الأهداف المخططة من حيث تدفق الهواء واتجاهه وضغطه وجودته. في بيئة التعدين تحت الأرض تتغير الشبكة مع الزمن، وقد تظهر تسريبات أو اختناقات أو تغييرات تشغيلية تؤثر في الأداء. لذلك تُعد المراقبة عنصر إدارة أساسي يمنع المفاجآت ويتيح التدخل المبكر قبل أن يتحول نقص التهوية إلى خطر على السلامة أو سبب لتوقف العمل.
تشمل المراقبة جانبين متكاملين: مراقبة أداء الشبكة ومراقبة حالة المراوح. مراقبة الشبكة تركز على قياس التدفق والضغط عند نقاط رئيسية، والتحقق من اتجاه الهواء وتوازن التوزيع بين الفروع. أما مراقبة المراوح فتشمل الاهتزاز وحرارة المحامل والحالة الصوتية، لأن هذه المؤشرات تكشف تدهوراً ميكانيكياً قبل حدوث عطل كبير. كما أن ربط هذه القراءات بسجلات تشغيل يجعل التحليل أكثر دقة ويتيح مقارنة الأداء عبر الزمن.
المراقبة الفعّالة لا تعني جمع أرقام فقط، بل تعني استخدام البيانات لاتخاذ قرارات: تعديل الأبواب والحواجز لتحسين التوزيع، معالجة تسريب كبير، إزالة اختناق، أو ضبط تشغيل المراوح لتحقيق نقطة تشغيل أكثر كفاءة. كما تساعد المراقبة على تحسين الطاقة لأن أي انحراف في الضغط أو التدفق قد يشير إلى هدر ناتج عن مشكلة في الشبكة. ومع تطبيق صيانة وقائية مبنية على مؤشرات الحالة تقل الأعطال المفاجئة وتزداد اعتمادية التهوية.
عند تطبيق مراقبة تهوية المناجم بصورة معيارية تصبح إدارة التهوية أكثر فاعلية: المشكلات تُكتشف مبكراً، التدفق يُحافظ عليه في المناطق الحساسة، وجودة الهواء تتحسن، وتقل فترات التوقف بسبب الأعطال المفاجئة. كما أن القرارات التشغيلية تصبح مبنية على بيانات واضحة، ما يحقق توازناً أفضل بين السلامة واستهلاك الطاقة واستقرار الإنتاج.