تُعد شبكة التهوية العمود الفقري لأي منظومة مراوح صناعية، إذ تحدد مسارات الهواء ومواقع الفواقد وكيفية توزيع التدفق على المناطق الحرجة. يبدأ التصميم برسم مخطط شامل للقنوات والتفرعات والأكواع والمرشحات والمبادلات، مع توصيف أقطارها وخشونتها وأطوالها. تُحوّل كل قطعة إلى مقاومة هيدروليكية ويُحسب فقد الضغط التراكمي عند الغزارة المستهدفة.
لضمان توازن التدفق تُوضع مخمدات قابلة للضبط في الفروع، وتُختار مواقع قياس للضغط التفاضلي والغزارة. تُسهم هذه النقاط في معايرة سريعة خلال القبول الموقعي وفي الصيانة اللاحقة. كما يُراعى الحد من الدوامات عبر تقليل الأكواع الحادة وتكبير نصف القطر، واعتماد وصلات مرنة عند ارتباطات المروحة لحماية المحامل وتقليل الضوضاء الهيكلية.
تساعد المحاكاة الحسابية على توقع مناطق الركود والدوامات قبل التركيب، ما يسمح بتعديل هندسي مبكر يُخفض الكلفة اللاحقة. ويُنسّق التصميم مع اختيار نوع المروحة وسرعتها حتى تقع نقطة التشغيل داخل نافذة الكفاءة. إذا تغيرت الأحمال أو أضيفت معدات، تُراجَع الشبكة وتُعاد موازنتها لضمان استمرار التوزيع المنصف للتدفق.
في القبول الميداني تُقاس الغزارة والضغط ومستوى الصوت عند نقاط مرجعية، وتُعدّل المخمدات تدريجياً حتى تتقارب القراءات مع القيم التصميمية. ويُوثق خط الأساس لأغراض المتابعة. خلال التشغيل المستمر، تُراقب المؤشرات عبر منصة تعرض الضغط التفاضلي وحرارة المحامل ومستوى الاهتزاز، مع إنذارات مبكرة عند الانحراف، ما يُسهل الصيانة التنبؤية ويحافظ على الكفاءة.
بهذه المنهجية تقدم شبكة التهوية توزيعاً مستقراً وكلفة طاقة أقل، وتتيح توسعات مستقبلية بمرونة أعلى، وتقلل المخاطر التشغيلية الناتجة عن الاختناقات غير المرئية.