تدفق الهواء في المناجم هو الكمية الفعلية من الهواء التي تتحرك عبر شبكة التهوية من مسارات الدخول إلى مناطق العمل ثم إلى مسارات العودة. هذا التدفق هو المؤشر العملي الذي يحدد قدرة المنجم على تخفيف الملوثات والتحكم في الغبار والحرارة، لأن جودة الهواء لا تُقاس بالنوايا بل بالهواء الذي يصل فعلياً إلى الواجهة. لذلك تُدار التهوية في التعدين على أساس تدفق مستهدف لكل منطقة وفق مخاطر التشغيل ومتطلبات السلامة.
يتأثر التدفق بعوامل متعددة أهمها فرق الضغط الذي تولده مراوح المناجم ومقاومة الشبكة. كل زيادة في المقاومة بسبب طول المسارات أو ضيق المقاطع أو الانحناءات أو الاختناقات تؤدي إلى انخفاض التدفق عند نفس ضغط المروحة. كما أن التسريبات في الأبواب والحواجز تعني أن جزءاً من الهواء يضيع قبل أن يصل إلى مناطق العمل. لهذا السبب لا يكفي اختيار مروحة قوية، بل يجب ضبط الشبكة لضمان أن الهواء يسلك المسار الصحيح ويصل إلى الأماكن المطلوبة بكفاءة.
قياس التدفق ومتابعته أمر أساسي للحفاظ على استقرار التهوية. تُستخدم قياسات ميدانية للسرعة عند المقاطع وتحويلها إلى تدفق، كما تُقارن النتائج مع قيم التصميم وخطة التهوية. عند ظهور نقص في التدفق يتم تحليل السبب: هل هناك تسريب جديد؟ هل حدث انسداد أو اختناق؟ هل تغيرت مقاومة الشبكة مع تقدم العمل؟ ثم تُطبق إجراءات مثل إعادة تنظيم الأبواب والحواجز، أو تعديل تشغيل المراوح، أو دعم التهوية بوسائل موضعية في الواجهات البعيدة.
عندما يُدار تدفق الهواء بطريقة معيارية يصبح التحكم في الغازات والغبار أكثر فعالية، وتقل مناطق الركود التي تسبب مشكلات مستمرة. كما تتحسن كفاءة الطاقة لأن المراوح تعمل لتحقيق تدفق مفيد بدلاً من تعويض هدر ناتج عن تسريبات أو اختناقات. وفي بيئة تشغيل تتغير باستمرار، يبقى تدفق الهواء هو المؤشر الأكثر أهمية لقياس نجاح نظام التهوية وتوجيه قرارات التحسين.