تعديل موفر للطاقة

التعديل الموفّر للطاقة هو مسار عملي لإطالة عمر منظومات التهوية في المناجم وخفض استهلاكها للطاقة دون التضحية بالسلامة أو الغزارة. يبدأ المشروع بتشخيص شامل للشبكة يقيس هبوط الضغط عبر المقاطع، ومناطق الانعطاف، وحالة المصاريع، ومستوى التسرب في الوصلات، ثم تُقارن القراءة بمؤشرات المروحة من تيار واهتزاز وضوضاء. هذا التشخيص يكشف الفواقد الانسيابية والنقاط الخانقة التي تُهدر الاستطاعة دون مردود تهوية حقيقي.

أحد أعمدة التعديل هو ضبط السرعة، إذ يسمح التحكم بالمحرك بتتبع متطلبات الموقع الفعلية بدلاً من التشغيل على أقصى استطاعة طوال الوقت. بتخفيض بسيط في عدد الدورات عند أوقات الحمل المنخفض، تتراجع الاستطاعة الممتصة بشكل ملحوظ، وتبتعد المجموعة الدوارة عن مناطق عدم الاستقرار، ما يخفض الضوضاء والاهتزاز معاً. يُستكمل ذلك بإعادة معايرة المصاريع لتوجيه السريان وتقليل الاضطراب، واستبدال المقاطع المتآكلة بطبقات مقاومة تحافظ على شكل المجرى.

يشمل التعديل الموفّر للطاقة تحديث الدوافع أو حواف الشفرات وطلاء الغلاف لتحسين الانسياب وتقليل التصاق الغبار. كما تُضاف كوات كتم محسوبة تقلل الضوضاء دون رفع المقاومة، وتُركب حساسات حالة على المحامل لالتقاط أي تغير مبكر في الحرارة أو الاهتزاز. ومع تركيب مرشحات مناسبة في نقاط محددة، يُحسن نقاء الهواء ويقل تراكم الجسيمات على السطوح، ما يثبت الأداء لفترات أطول.

بعد التنفيذ، يُجرى اختبار قبول يقارن منحنيات ما قبل وما بعد التعديل، ويُراجع الأثر على استهلاك الطاقة وعلى ضغط الشبكة وغزارتها. تُوثق النتائج وتُدرج خطة صيانة جديدة بفواصل زمنية تراعي الوضع المحسن وتقلل توقفات الخدمة. بهذه الخطوات المتتابعة، يتحول التعديل الموفّر للطاقة إلى استثمار قصير الاسترداد يعيد التوازن بين الكفاءة التشغيلية ومتطلبات السلامة، ويمنح المنجم قدرة أعلى على التكيف مع تغير الإنتاج ومراحل الاستخراج.