يعني تحليل البيانات في أنظمة تهوية المناجم تحويل التدفقات المستمرة من القياسات إلى معرفة عملية تدعم القرار. تُجمع بيانات الغزارة والضغط والسرعة والحرارة والاهتزاز والتيار، إضافة إلى سياق التشغيل مثل تبدلات الوردية والأحمال الحرارية. تُنظَّم هذه البيانات وتُنقى من القيم الشاذة، ثم تُحلل عبر مؤشرات وأدوات إحصائية ونماذج تعلم آلي لاستخراج الأنماط والارتباطات.
يبدأ التحليل بوضع لوحة مؤشرات ترصد كفاءة الطاقة، واستقرار التدفق، وفواقد الشبكة، ومعدلات الأعطال. تُستخدم الخرائط الحرارية والمخططات الزمنية للكشف عن الانحرافات المتكررة، بينما تسمح خوارزميات التجميع بتحديد سلوكيات تشغيل مميزة مرتبطة بظروف معينة. وعند إدراج بيانات البيئة الخارجية وخصائص الخام، يصبح التفسير أكثر ثراءً ودقة.
تتيح النمذجة التنبؤية تقدير احتمالات العطب استنادًا إلى اتجاهات الاهتزاز والحرارة والتيار، وتقدير أثر تغيير سرعة المروحة على الاستهلاك والضوضاء. كما يمكن محاكاة سيناريوهات توزيع الغزارة على فروع الشبكة لإيجاد نقاط ضبط تحقق نفس التهوية بقدرة أقل. تُوثق النتائج بتقارير واضحة تشير إلى المنافع المتوقعة، والزمن اللازم للاسترداد.
يفتح التحليل الباب أمام تحسين جودة الهواء، إذ يربط بين برامج رش المياه أو إزالة الغبار وبين التغير في الجسيمات المحمولة ومعايير الراحة الحرارية. ومع مرور الوقت، تُبنى قاعدة معرفة مؤسسية تُرشد التصميمات الجديدة، وتعين على تحديد المواقع ذات المخاطر العالية وتوجيه الاستثمارات بكفاءة.
لإنجاح المنهج، يجب اعتماد حوكمة بيانات تشمل تعريفات موحدة للمقاييس، وضوابط وصول، وخطط نسخ احتياطي. كما يلزم تدريب الفرق على قراءة المخرجات وتحويلها إلى إجراءات تشغيل وصيانة ملموسة. بهذه الدورة المتكاملة، يتحول تحليل البيانات إلى محرك قيمة يرفع كفاءة وموثوقية تهوية المناجم بشكل مستدام.