تحسين ريش التوجيه

تُعد ريش التوجيه عنصرًا حاسمًا في تشكيل التدفق قبل المروحة وبعدها، إذ تؤثر مباشرة في زاوية الهجوم على الشفرات، واستقرار الدوامات، وتوزيع الغزارة عبر مقطع القناة. يبدأ التحسين بتحليل مسار الهواء باستخدام قياسات ضغط ساكن وإجمالي وخرائط سرعة محلية، للكشف عن مناطق الانفصال أو الدوامات التي تؤدي إلى هدر طاقي وضوضاء. تُستخدم النتائج لضبط زوايا ريش التوجيه وفق ظروف الحمل، مع مراعاة ألا تؤدي الزوايا الكبيرة إلى انفصال طبقة حدودية يسبب خسائر إضافية.

يشمل النهج اختيار شكل ريش متدرج انسيابيًا، وتوحيد المسافات بين الريش لتقليل عدم التجانس في سرعة الدخول على قرص المروحة. وعند المخارج، تُوجَّه الريش لإعادة تدوير الطاقة الحركية نحو ضغط مفيد، ما يرفع كفاءة الاسترجاع ويحد من انتشار الدوامات. ويُراعى التوافق مع قطر القناة ومخارج الانعطاف لتجنب انحرافات مفاجئة تخلق اضطرابات.

يعتمد ضبط زاوية الريش على جدول معايرة يربط بين الغزارة المطلوبة والضغط ونقطة الكفاءة المرجعية للمروحة. عند الأحمال المنخفضة، يُخفّض الميل لتقليل الخسائر، بينما يُزاد تدريجيًا مع ارتفاع الطلب ضمن حدود لا تتسبب في اهتزازات هوائية. وتُراقَب النتائج عبر حساسات ضغط وميكروفونات صناعية لرصد مستويات الضوضاء، بما يسمح بإيجاد توازن بين الكفاءة والراحة الصوتية.

تُستكمل الإجراءات بتنعيم الحواف وإزالة الخشونة التي تزيد مقاومة السطح، مع اعتماد طلاءات مقاومة للتآكل والغبار تحافظ على سلاسة الانسياب زمنًا أطول. كما تُراجع صلابة تثبيت الريش ومحاذاتها الميكانيكية لتفادي انحرافات زاوية غير مقصودة تولد اختلافات محلية في السرعة والضغط.

على مستوى النظام، يُعاد توزيع ريش التوجيه عند التقاطعات والفروع لضمان تزويد متجانس للهواء إلى المناطق الحرجة في المنجم. وبتوثيق الضبط قبل وبعد، وربط ذلك بمؤشرات استهلاك الطاقة والضوضاء واستقرار الغزارة، يظهر أثر التحسين كمكاسب ملموسة. وبمرور الوقت، تتشكل مكتبة إعدادات تساعد الفرق على اختيار زوايا مثلى بسرعة تبعًا لمتغيرات التشغيل، ما يعزز استدامة الأداء والكفاءة.