يمثل تنظيف القنوات جزءًا جوهريًا من صيانة أنظمة تهوية المناجم، لأن تراكم الغبار والرطوبة والراسب المعدني يرفع فواقد الضغط، ويقلل الغزارة، ويزيد استهلاك الطاقة. تبدأ المنهجية بمسح شامل للشبكة لتحديد المقاطع ذات المقاومة الأعلى باستخدام قراءات الضغط الساكن عند نقاط معيرة، وربطها بمخططات الطول والأقطار والانحناءات. يتيح ذلك ترتيب الأولويات بحيث تُستهدف المقاطع الأكثر تأثيرًا أولًا لرفع مردود التنظيف بأقل جهد.
تُنفَّذ عملية الفحص البصري باستخدام كشافات وكاميرات قنوات لرصد سماكة التراكم ونوعه، هل هو غبار جاف، أو عجينة رطبة، أو قشرة متماسكة. بناءً على ذلك يُختار أسلوب الإزالة: فرش دوارة ميكانيكية، أو نبضات هواء، أو غسيل رطب بمحاليل ملائمة لا تُحدث تآكلًا للمعدن أو الطلاء. ويُراعى حماية الوصلات والمخمدات والعوازل الصوتية أثناء العملية، مع تركيب مصائد خاصة لالتقاط المخلفات ومنع انتقالها إلى مناطق العمل.
بعد الإزالة، تُجرى معالجة سطحية خفيفة لتنعيم المناطق الخشنة التي تعيق الانسياب وتعيد بناء الدوامات، ويُعاد إحكام الحشيات وإصلاح أي تشققات أو فتحات تسرب. كما تُنظَّف مخارج الانعطاف ومناطق التفرع حيث تتشكل جيوب تراكم بسهولة. وفي القنوات القريبة من مصادر رطوبة، قد يُستخدم طلاء واقٍ ضد التآكل لتقليل الالتصاق المستقبلي.
يُعاد القياس بعد التنظيف لتوثيق انخفاض فواقد الضغط واستعادة الغزارة، وتُقارن النتائج بخطة الأداء المرجعية. إذا لم يتحقق التحسن المتوقع، تُراجع زوايا ريش التوجيه وضبط المخمدات واحتمال وجود تضيّق أو جسم غريب لم يُكتشف. ويُدرج التنظيف ضمن جدول دوري يعتمد على معدل تراكم مقاس لا على أرقام ثابتة، بحيث تُرفع الوتيرة في المواسم أو الأقسام التي يزداد فيها الغبار.
للوقاية، تُركَّب مرشحات أولية في نقاط استراتيجية، ويُضبط تدفق الهواء لتقليل مناطق السرعات المنخفضة التي تُعزز الترسيب. كما تُعقد جلسات توعية للفرق التشغيلية حول تأثير فتحات التفتيش غير المحكمة على دخول الغبار. بهذا التكامل بين المسح والتنظيف والمعالجة والوقاية، تستعيد شبكة القنوات كفاءتها، وتدعم المراوح في العمل على نقطة تشغيل اقتصادية تحقق سلامة وتهوية مستقرة في كامل المنجم.