توفير طاقة المراوح

يُعد توفير طاقة المراوح محورًا أساسيًا في إدارة تهوية المناجم نظرًا لكلفة الكهرباء العالية وطول ساعات التشغيل. يبدأ النهج الفعّال بتحديد نقطة العمل المثلى لكل مروحة على منحنى الأداء بحيث يتحقق التوازن بين الغزارة المطلوبة والضغط مع أقل قدرة ممكنة. يُعاد النظر في مطابقة المروحة مع شبكة القنوات، إذ إن الفواقد الزائدة أو الاختناقات تؤدي إلى تشغيل خارج نطاق الكفاءة. كما يُراعى اختيار محركات عالية الكفاءة، واعتماد نقل حركة مباشر متى أمكن لتقليل الخسائر الميكانيكية.

يُعتبر التحكم بالتردد أداة مركزية لتخفيض الاستهلاك، إذ يسمح بتعديل السرعة وفق الطلب الفعلي بدل الاعتماد على الخنق أو الإغلاق الجزئي للمخمدات. يؤدي خفض السرعة البسيط إلى تقليل القدرة وفق مكعب السرعة تقريبًا، ما يحقق وفورات كبيرة خلال فترات الحمل المنخفض. ويُستكمل ذلك بخوارزميات ضبط تعتمد قراءات لحظية للغزارة والضغط وجودة الهواء لتثبيت التهوية عند حدود السلامة دون إفراط.

يقوم قياس الأداء على تركيب نقاط قياس معيرة للضغط والغزارة والتيار ودرجة الحرارة، وربطها بمنصة مراقبة تسمح بحساب كفاءة المروحة وكفاءة النظام. تُحلَّل البيانات للكشف عن الانحرافات التدريجية، مثل تزايد الاهتزاز أو اتساخ الشفرات أو عدم اتزانها، إذ ترتبط هذه العوامل مباشرة بارتفاع الاستهلاك. ويُنفّذ برنامج تنظيف دوري لسطوح الشفرات والمرشحـات والمبادلات الهوائية لاستعادة السلاسة الانسيابية وتقليل المقاومة.

تسهم إدارة الأحمال في توحيد الطلب الكهربائي عبر جدولة تشغيل المراوح المساعدة أو تبديل الوحدات بين ساعات الذروة وخارجها، مع مراعاة متطلبات السلامة. كما يمكن اعتماد استراتيجيات التشغيل المتتالي بوضع وحدات أصغر تعمل على نقاط كفاءة أعلى بدلاً من إجبار وحدة كبيرة على تشغيل غير اقتصادي. وتُقيّم إمكانات العزل الحراري للقنوات ومناطق التسرب للحد من فقدان الضغط غير المنتج.

لضمان استدامة التوفير، تُستكمل الحلول الفنية بعقود صيانة تنبؤية، وتدريب الفرق على قراءة مؤشرات الأداء واتخاذ إجراءات تصحيحية مبنية على بيانات. وتوثَّق الوفورات ضمن تقارير دورية تربط بين خطوات التحسين وخفض الاستهلاك، ما يخلق حلقة تعلم مستمرة. بهذه الممارسات المتكاملة، يتحول توفير طاقة المراوح من مبادرات متفرقة إلى برنامج مؤسسي يحقق كفاءة تشغيلية وسلامة مستقرة وتقليلًا ملموسًا في تكاليف الطاقة.